• الحمدللہ محدث فورم کو نئےسافٹ ویئر زین فورو 2.1.7 پر کامیابی سے منتقل کر لیا گیا ہے۔ شکایات و مسائل درج کروانے کے لئے یہاں کلک کریں۔
  • آئیے! مجلس التحقیق الاسلامی کے زیر اہتمام جاری عظیم الشان دعوتی واصلاحی ویب سائٹس کے ساتھ ماہانہ تعاون کریں اور انٹر نیٹ کے میدان میں اسلام کے عالمگیر پیغام کو عام کرنے میں محدث ٹیم کے دست وبازو بنیں ۔تفصیلات جاننے کے لئے یہاں کلک کریں۔

منشأ بدعة من يسمي (المشرك) مسلما٠٠٠

شمولیت
اپریل 27، 2020
پیغامات
513
ری ایکشن اسکور
167
پوائنٹ
77
منشأ بدعة من يسمي (المشرك) مسلما٠٠٠

كتبه/د٠أيمن بن سعود العنقري حفظه الله
الأستاذ المشارك بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


خلاصة موجزة لمسألة مهمة جدا وهي:(حكم تارك التوحيد، وبدعة وصفه بأنه مسلم جاهل ورفع وصف الشرك عنه)٠
والمراد بتارك التوحيد:(من يدعو الأنبياء والصالحين ويستغيث بهم في الأمور التي لايقدر عليها إلاالله، ويذبح وينذر لهم، أوينادي الغائبين)٠

أقول مستعينا بالله:
أولا:من الخطأ الشنيع:الربط بين العذر بالجهل وبين نفي التكفير، فصارت تطرح عند كثير ممن لم يفهم المسألة على أنها قضية واحدة بحيث من عذر بالجهل فلا يكفر لافي أحكام الدنيا والآخرة،وفي أي مسألة كانت٠

ثانيا:الحكم على معين بالكفر أوالإسلام مناطه:أصل الإسلام وجودا وعدما، فمن كان عنده أصل الإسلام فهو مسلم، ويشمل ذلك:
كل من نطق بالشهادتين وأظهر الإسلام ولم يظهر منه مايضاد ذلك من نواقض الإسلام الصريحة؛إذ أحكام الإسلام مدارها على الظاهر؛إذ لايجتمع أصل الإسلام وهو(التوحيد)مع ضده وهو:الشرك٠

ثالثا:جذور بدعة القول بإطلاق العذر بالجهل وعدم قيام الحجة على المعين إلابتحقق فهمه للحق وزوال الشبهة المانعة من الفهم وعناده:
أول من قال بها الجاحظ وعبيدالله العنبري من المعتزلة٠
وحاصل تلك البدعة:إطلاق العذر بالجهل،والزعم بأن الحجة لاتقوم إلا على من عاند الحق وقصدالضلال،في كل أحد تلبس بالمكفرات المنافية لدين الإسلام،ممن ينتسب للإسلام أويدين بغيره،ورتبا على ذلك:أن وجود الجهل والاجتهاد والشبهة مانع من قيام الحجة،وأن غيرالمعاند لايؤثم وقد يؤجر يوم القيامة٠فهويرى العذر مطلقا لكل أحد،ومن كان مجتهدا في أي ضلال كان؛كالنصارى القائلين بالتثليث،أوغلاة الصوفية القائلين بوحدة الوجود،أوعباد الأصنام والقبور٠

كمازعماإطلاق ذلك في كل مسائل الدين،دون تفريق بين أصول الإسلام التي هي المسائل الظاهرة وبين فروعه التي هي المسائل المشتبهة والخفية٠
إلا أن الجاحظ قال بكفر أولئك في أحكام الدنيا٠
قال ابن قدامة في روضةالناظر٢/(٧١٢-٧١٣):(وزعم الجاحظ:أن مخالف ملة الإسلام إذانظر فعجز عن درك الحق فهومعذور غير آثم٠
وقال عبيدالله بن الحسن العنبري:كل مجتهد مصيب في الأصول والفروع جميعا)، قال ابن قدامة معلقا:(وهذه كلها أقاويل باطلة)٠
ثم قال ابن قدامة:(أما الذي ذهب إليه الجاحظ:فباطل يقينا،وكفربالله ورد عليه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم؛فإنانعلم قطعا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر اليهود والنصارى بالإسلام واتباعه،وذمهم على إصرارهم،ويقاتل جميعهم،ويقتل البالغ منهم٠
ونعلم:أن المعاند العارف مما يقل،وإنما الأكثر مقلدة اعتقدوا دين آبائهم تقليدا،ولم يعرفوا معجزة الرسول وصدقه،والآيات الدالة في القرآن على هذا كثير:
(ويحسبون أنهم مهتدون)،(الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)
وقول العنبري:(كل مجتهد مصيب):إن أراد:أنهم لم يؤمروا إلابماهم عليه:فهوكقول الجاحظ ٠
وإن أراد:أن مااعتقده فهو على مااعتقده:فمحال؛إذ كيف يكون قدم العالم وحدثه حقا؟!وتصديق الرسول وتكذيبه؟!ووجود الشيء ونفيه؟! وهذه أمور ذاتية لاتتبع الاعتقاد،بل الاعتقاد يتبعها،فهذا شر من مذهب الجاحظ،بل شر من مذهب السوفسطائية:فإنهم نفوا حقائق الأشياء،وهذا أثبتها،وجعلها تابعة للمعتقدات٠
وقد قيل:إنما أراد اختلاف المسلمين،وهوباطل كيفما كان؛إذ كيف يكون القرآن قديما ومخلوقا؟!
والرؤية محالاممكنا؟! وهذا محال)٠ انتهى كلام ابن قدامة٠

وقال البلخي المعتزلي في كتابه (الفرق)وهومن أدق من ينقل مقالات أصحابه المعتزلة (ص١٦٧)عن الجاحظ :(والكفار عنده بين معاند وعارف قداستغرق حبه لمذهبه وشغفه وإلفه وعصبيته)٠
وقال أيضا في المصدر السابق (ص٣٨١) في ذكرقول عبيدالله العنبري المعتزلي:(إن سبيل جميع الاختلاف سبيل واحد،وليس على الإنسان بماأداه إليه عقله وأوجبه نظره،وكل إنسان إنماصوابه في مبلغ رأيه ومنتهى فطنته٠٠٠وفي جميع الاختلاف الذي بين أهل الملة،كالتوحيد والعدل والوعيد،وكل ماكان الاختلاف فيه من قبل تأويل كتاب أوتأويل سنة٠٠٠)٠

قال ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى:(إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون) (١٥٩/٨) رادا على بدعة الجاحظ:(يقول تعالى ذكره:إن الفريق الذي حق عليهم الضلالة إنماضلوا عن سبيل الله وجاروا عن قصد المحجة،باتخاذهم الشياطين نصراء من دون الله وظهراء،جهلا منهم بخطأ ماهم عليه من ذلك؛بل فعلوا ذلك وهم يظنون أنهم على هدى وحق،وأن الصواب ماأتوه وركبوا٠وهذا من أبين الدلالة على خطأ قول من زعم أن الله لايعذب أحدا على معصية ركبها أوضلالة اعتقدها،إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها،فيركبها عنادا منه لربه فيها؛لأن ذلك لوكان كذلك لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضل وهويحسب أنه هاد وفريق الهدى فرق،وقد فرق الله بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الآية)٠

رابعا:العذر بالجهل مناطه:الجهل بمسائل الدين الذي لايستطيع المعين رفعه عن نفسه؛كحال أهل الفترة الذين لايستطيعون الانفكاك عما هم فيه من الضلال؛لعدم بلوغ الرسالة إليهم؛قال تعالى:(لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة)،فهؤلاء كفار في أحكام الدنيا وأمرهم إلى الله في الآخرة، ويلحق بهم:من وقع في المكفرات الصريحة المنافية لأصل الإسلام؛كمن يدعو الأنبياء والأولياء ويستغيث بهم فهذا مشرك ٠

والصنف الثاني ممن يعذر: من ليس لديه القدرة لفقد آلة الفهم؛كالأصم والهرم والأحمق،ورجل مات في فترة،وقد دل على هذا حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه في مسند الإمام أحمد ولفظه:(أربعة يدلون على الله بحجتهم يوم القيامة:وذكر هؤلاء الأربعة)٠

خامسا:بدعة داعية الضلال القبور ي النقشبندي/داود بن جرجيس العراقي :حيث جمع بين بدعة الجاحظ في إطلاق العذر بالجهل لغيرالمعاند، وبدعة التوقف المطلق في تكفيرالمعين ممن ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام (كالقول بوحدة الوجود،وعبادة الأصنام والقبور)وغيرها، حيث زعم التلازم بين العذر بالجهل وبين نفي التكفير مطلقا في أحكام الدنيا والآخرة وقد ذكرهذا في كتابه (صلح الإخوان)٠وتسربت هذه البدعة لغلاة المرجئة المعاصرين،وقد تصدى أئمة الدعوة لقمع هذا القبور ي وتفنيد أباطيله وشبهاته؛كالشيخ عبدالرحمن بن حسن وابنه عبداللطيف والشيخ عبدالله أبابطين وغيرهم٠
قال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله في (منهاج التأسيس) (ص١٥):(وعلى زعم هذا العراقي أيضا لايكون شركا أصغر ولامحرما على المجتهد،بل هومأجور في ذلك(يعني:عابد القبر)،وأن الشرك والكفر والفسوق لايتحقق مسماها ولايكون إثماإلا إذا عوقب صاحبه بالنار،فإن منع مانع من العقاب انتفى الاسم والحكم٠فسبحان الله !والله أكبر،ماأقل حياء الرجل وماأغلظ فهمه٠٠٠وهب أنه لايعاقب،فما الذي منع تحريمه،وقلب مسماه،وأحاله أن يكون شركا،وكلام الشيخ (يعني ابن تيمية)صريح في أن المراد بعباراته مايقع من ذنوب أهل الإسلام ممن دون الشرك وعبادة الصالحين)٠
وقال أيضافي المصدرالسابق (ص٥٢):(فمن يثبت لك إيمان عباد القبور؟بأي كتاب أم بأية سنة تحكم على أنهم من المؤمنين)٠
وقال أيضا في (ص٢٢٤):(الجاهل والمتأول لايعذر إلامع العجز٠٠٠،وقدتقدم أن عامة الكفاروالمشركين من عهد نوح إلى وقتنا هذا جهلوا وتأولوا،وأهل الحلول والاتحاد كابن عربي وابن الفارض والتلمساني وغيرهم من الصوفية تأولوا،وعباد القبور والمشركين الذين هم محل النزاع تأولوا،وقالوا:لايدخل على الملك العظيم إلابواسطة٠وقالوا:إذاتعلقت روح الزائر بروح المزور فاض عليها مماينزل على روح المزور ،كماينعكس شعاع الشمس على المرايا والصور٠والنصارى تأولت فيماأتته من الافك العظيم والشرك الوخيم،فقاتل الله العراقي ماأعظم جهله،وماأشد عداوته لتوحيدالله)٠
ثم ذكر رحمه الله مقتضى قول داودبن جرجيس القبوري فقال أيضا في المصدر السابق (ص١٨١):(وقد قدمنا أن طرد قول العراقي واستدلاله يفيد عدم التأثيم والتكفير في الخطأ في جميع أصول الدين،كالايمان بوجود الله وربوبيته وإلهيته وقدره وقضائه،والايمان بصفات كماله الذاتية والفعلية،ومسألة علمه بالحوادث والكائنات قبل كونها،والمنع من التكفير والتأثيم بالخطأ في هذا كله رد على من كفر معطلة الذات،ومعطلة الربوبية،ومعطلة الأسماء والصفات،ومعطلة إفراده تعالى بالالهية والقائلين بأنه لايعلم الكائنات قبل كونها كغلاة القدرية ،ومن قال بإسناد الحوادث إلى الكواكب العلوية ٠٠٠فان التزم العراقي هذا كله فهو أكفر وأضل من اليهود والنصارى،وإن زعم أن ثم فارقا بين هذا وبين مسألة النزاع ،التي هي دعاء الأموات والغائبين فيما لايقدر عليه إلارب العالمين فليوجدنا هذا الفرق،وليوجدنا دليلا على صحته٠ فإن لم يفعل -ولن يفعل-بطل تقريره وتأصيله٠٠وعلم أهل العلم والإيمان أنه مدلس مشبه،ولاممن يعرف الإسلام والمسلمين،ويفرق بين الموحدين والمشركين )٠

سادسا:من وقع في الشرك الأكبر؛كدعاء الأنبياء والأولياء والاستغاثة بهم فهومشرك بعينه،ويسمى بذلك كماسمته النصوص٠
قال تعالى:(ومن يدع مع الله إلها آخرلابرهان له به فإنماحسابه عند ربه إنه لايفلح الكافرون) فسماه كافرا٠
وفي صحيح مسلم:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من قال لا إله إلا الله وكفربمايعبد من دون الله حرم دمه وماله وحسابه على الله)٠
وجه الدلالة:أن من وقع في الشرك كدعاء غيرالله فيما لايقدر عليه إلا الله لم يحقق الكفر بمايعبد من دون الله (الكفربالطاغوت)٠

والمشرك على نوعين:
الأول:من وقع في الشرك ولم تبلغه الحجة فيسمى مشركا في الظاهر من حاله،وتترتب عليه أحكام المشرك في الدنيا(لايصلى خلفه إن كان إماما،إذامات لايصلى عليه،ولايترحم عليه،ولايرثه أقاربه،ولايضحى عنه٠٠٠)،وأمره إلى الله في الآخرة كحال أهل الفترة فإنه يمتحن٠

الثاني:من بلغته الحجة وأصر وعاند فهوكافر ظاهرا وباطنا،الكفر المستوجب للعقوبة في الدنيا (إقامة الحد)٠والعذاب في الآخرة كما قال تعالى:(وماكنامعذبين حتى نبعث رسولا)٠
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك (ص٧٠):(ومنهم من يطلب من الميت مايطلب من الله،فيقول:اغفرلي،وارزقني ،وانصرني،ونحوذلك كمايقول المصلي في صلاته لله تعالى،إلى أمثال هذه الأمور التي لايشك من عرف دين الإسلام أنها مخالفة لدين المرسلين أجمعين،فإنها من الشرك الذي حرمه الله ورسوله،بل من الشرك الذي قاتل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم المشركين،وأن أصحابها إن كانوا معذورين بالجهل،وأن الحجة لم تقم عليهم،كمايعذر من لم يبعث إليه رسول،
كماقال تعالى:(وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا) وإلاكانوا مستحقين من عقوبة الدنيا والآخرة مايستحقه أمثالهم من المشركين (هناسماهم مشركين وذكرأنهم كحال أهل الفترة وهم من لم يبعث إليه رسول،وأن قيام الحجة لاستحقاق العقوبة في الدنيا والآخرة)،ثم قال ابن تيمية متمما كلامه :(والذين يؤمنون بالرسول،إذاتبين لأحدهم حقيقة ماجاء به الرسول،وتبين أنه مشرك،فإنه يتوب إلى الله ،ويجدد إسلامه،فيسلم إسلاما يتوب فيه من هذا الشرك)٠

فهذه خلاصة موجزة لهذه المسألة٠
 
Top