جی ہاں راجح قول کے مطابق جنات جہنم اور جنت دونوں میں داخل ہوں گے۔ ارشاد باری تعلی ہے:
ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين"[السجدة: 13]
اور میری طرف سے یہ بات سچ ثابت ہو گئی کہ میں جہنم کو جنات اور انسانوں سے بھر دوں گا۔
ایک اور جگہ ارشاد ہے:
"ولمن خاف مقام ربه جنتان"[الرحمن: 46]
اور جو اپنے رب کے سامنے کھڑا ہونے سے ڈرا تو اس کے لیے دو جنتیں ہیں۔ پس تم دونوں یعنی جن وانس اپنے رب کی کون کون سی نعمتوں کو جھٹلاو گے۔
قال الشيخ عبد الرحمن البراك :
الحمد لله، قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"[الذاريات:56] وقال تعالى: "وإذ صرفنا إليك نفرًا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين"[الأحقاف: 29] إلى قوله تعالى: " يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به... "[الأحقاف: 31]، وقال تعالى: " ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين"[السجدة: 13]، وقال تعالى: "يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين"[الأنعام: 130]، وقال سبحانه في سورة الجن: "وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا وأمّا القاسطون فكانوا لجهنم حطباً"[الجن: 13-14]، وقد خاطب الله سبحانه في سورة الرحمن الجن والإنس في قوله تعالى: "فبأي آلاء ربكما تكذبان"[الرحمن: 13] واحدا وثلاثين مرّة، وقد تضمنت السورة الوعد والوعيد، وهذا كله يدل على أن الجن مكلفون بعبادة الله والإيمان برسله، وأنهم محاسبون يوم القيامة ومجزيون على أعمالهم ثواباً وعقاباً.
ومعلوم أن الجن ليسوا كالإنس في خلقتهم، فلا نقول إنهم كالإنس من كل وجه، والأحكام الدينية والجزائية تتعلق بهم على ما يناسب حالهم وخلقتهم، ونحن لا نعلم كيفياتهم؛ لأنهم من عالم الغيب، وإن ظهروا لنا أحياناً بصور مختلفة فإننا لا نراهم على خلقتهم، كما قال سبحانه وتعالى عن إبليس وذريته وهم الجن: "إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم"[الأعراف: 27].
وقد اتفق العلماء على أن الجن يحاسبون وكفارهم وعصاتهم معذبون بالنار، كما قال تعالى: "ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين"[السجدة: 13]، فهم يدخلون النار كالإنس، واختلف العلماء في دخولهم الجنة، فمنهم من يقول: إن المطيع ثوابه النجاة من النار.
وقال كثير من العلماء إنهم يدخلون الجنة ويثابون على إيمانهم وطاعتهم وهذا هو الصواب، ولا نعلم كيفية تنعمهم بالجنة؛ لأنهم كما تقدم يختلفون عن الإنس في خلقتهم، ومما يدل على ذلك –أي على دخولهم الجنة- قوله تعالى: "ولمن خاف مقام ربه جنتان"[الرحمن: 46] إلى آخر السورة.
ولا يمتنع أن يكون لهم نساء في الجنة تناسبهم، ولكن نمسك عن إثبات ذلك ونفيه لعدم ما ينص على ذلك بإثبات أو نفي، فلا نتجاوز ما بين الله لنا في كتابه، وعلى لسان رسوله –صلى الله عليه وسلم- والله أعلم.