المنهج في طلب العلم بالتدرج

[ابو داؤد]

المنهج في طلب العلم بالتدرج

للشيخ حسان حسين آدم أبي سلمان الصومالي حفظه الله​

بسم الله الرحمن الرحيم

المنهج في دراسة العقيدة​

ينبغي البداية بصغار كتب هذا الفن فتبدأ في:
❍ المرجلة الأولى بكتاب (القواعد الأربع) و(الثلاثة الأصول) و(كشف الشبهات) (ومسائل الجاهلية) و(الأصول الستة) ثم (كتاب التوحيد) كلها للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.

ثم يأخذ قسطاً من كتب الإيمان مثل كتاب >الإيمان< لابن أبي شيبة رحمه الله، ثم يدرس كتاب >الإيمان< لأبي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله، ويُثَلِّثهما بكتاب القاضي أبي يعلى الحنبلي رحمه الله.

ثم يدرس كتاب (نواقض الإسلام) لابن عبد الوهاب، ثم كتاب (الدلائل في موالاة المرتدين) لسليمان بن عبد الله و(سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين والأتراك) لحمد بن عتيق و(الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة) لسليمان بن عبد الله ونحو هذه الكتب.

❍ وفي المرحلة الثانية يدرس: كتب السنة للسلف، مثل كتاب: السنة لحرب بن إسماعيل الكرماني.
وكتاب السنة لأبي عبد الله محمد بن نصر المروزي.
وكتاب السنة لأبي بكر الخلال.
وكتاب السنة لعبد الله بن أحمد.
والسنة لأبي بكر بن أبي عاصم.
وكتاب الرّد على الجهمية لأبي سعيد الدارمي.

❍ ثمّ يدرس في المرحلة الثالثة كتاب: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لأبي القاسم اللالكائي، وكتاب الشريعة للآجري، وكتاب الإبانة الكبرى لابن بطة العكبري، وتدرس معها: كتاب الإيمان الكبير، والإيمان الأوسط (شرح حديث جبريل) كلاهما لابن تيمية رحمه الله.

❍ وفي المرحلة الرابعة تدرس هذه الكتب والمباحث: الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين (مجلدان متوسطان) لمحمد بن محمود آل خضير.

ثم تقرأ في مسألة القدر كتاب: القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه للدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود.
وكتاب الإمام ابن القيم: شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل.

❍ ثم في المرحلة الخامسة يدرس في مسألة الأسماء والصفات من هذه الكتب وأمثالها: كتاب التوحيد لابن خزيمة، وكتاب التوحيد لابن منده، وكتاب نقض عثمان بن سعيد الدارمي على بشر المريسي، وكتاب عقيدة أصحاب الحديث لأبي عثمان الصابوني، وكتاب الواسطية لابن تيمية وشروحها، والفتاوى الحموية، وكتاب التدمرية وشروحها، والقواعد المثلى وشرحها لابن العثيمين.

المنهج في دراسة علم الحديث ​

علم الحديث ينقسم إلى قسمين: علم الرواية وعلم الدراية، فيدرس الطالب أولا ما يسمى بمصطلح الحديث أو أصول الحديث (علم الرواية).

أما علم الدراية فيكون بعد تعلّم شيئا من علم المصطلح وهو عبارة عن دراسة كتب الحديث بشروحها.

دراسة مصطلح الحديث وعموما لا ينبغي للمبتدئ أن يبدأ بمتن منظوم، لأن النظم يصعب فهمه وينفر منه الطالب المبتدئ.

❍ مرحلة المبتدئين :

١- نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر لابن حجر العسقلاني.
وله شرح لمؤلفه نزهة النظر. وله شروح كثيرة مطبوعة ومسموعة.

٢- بعد هذا الكتاب يبدأ الطالب بدراسة وحفظ الأربعين النووية في علم الرواية.

٣- كما ينصح بقراءة كتاب تيسير مصطلح الحديث للشيخ محمود الطحان

٤- ثم سلسلة تيسير علوم الحديث للمبتدئين للشيخ عمرو عبد المنعم سليم، والسلسلة هذه برنامج متكامل مع تدريبات عملية لتطبيق العلم النظري، فبذلك تكون هذه السلسلة من أنفع الكتب للمطالعة الفردية.

٥- الموقظة في علم المصطلح للحافظ الذهبي
ولها شروح كثيرة ومن أنفعها شرح الشريف حاتم بن عارف العوني.

٦- اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير، ومن أحسن نسخه طبعة الشيخ ماهر الفحل
من أشهر شروحه: الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث

٧- ومن أراد حفظ نظم في هذه المرحلة فعليه بمتن البيقونية

٨- ومن أراد أن يكمل السلّم إلى مقدمة ابن الصلاح فعليه بكتاب الاقتراح في فنّ الاصطلاح لابن دقيق العيد، فابن دقيق العيد اختصر مقدمة ابن الصلاح، ثم جاء بعده الإمام الذهبي فاختصر كتاب الاقتراح في كتابه الموقظة، فالموقظة مختصر اختصار مقدمة ابن الصلاح.

❍ مرحلة المتوسطين :

١- كتاب مقدمة ابن الصلاح
ومن الشروح المطبوعة (التقييد والإيضاح للحافظ العراقي) (والنكت على ابن الصلاح لابن حجر العسقلاني)

٢- ثم تدريب الراوي للسيوطي
وله شروح مثل شرح تدريب الراوي للشيخ أحمد معبد من الأزهر، وشرح تدريب الراوي للشيخ مصطفى عمارة من الأزهر

٣- ومن أتقن كتاب ابن الصلاح فعليه بحفظ ألفية السيوطي أو ألفية العراقي فهما نظمان على مقدمة ابن الصلاح

٤- من شروح ألفية العراقي:(فتح المغيث للسخاوي)، (النكب الوفية على ألفية العراقي لبرهان الدين البقاعي)

٥- ثم يختم المرحلة بدراسة كتاب تحرير علوم الحديث للشيخ عبد الله بن يوسف الجديع (مجلدان) طبعة دار الريان.

٦- ومن الكتب المهمة لطالب علم الحديث:

• المدخل إلى دراسة علم الحديث للشيخ طارق عوض الله. ط: دار ابن عفان
• المنهج المقترح لفهم المصطلح للشيخ حاتم العوني.

❍ علم الدراية الحديثية :

١- يلزم طالب الحديث: إدمان النظر في الصحيحين (صحيح البخاري وصحيح مسلم)، بل ينبغي أن يضع الطالب لنفسه مقداراً معيناً من الصحيحين يقرؤه كلّ يوم، ليختم الصحيحين قراءة في كل سنة مرة في أقل تقدير ليكون مستحضراً لغالب متون الصحيحين.

٢- ثم ينتقل بعد ذلك إلى بقية الكتب التي اشترطت الصحة، كصحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان، وموطأ مالك، ومنتقى ابن الجارود.

٣- ويتمم بسنن أبي داود والنسائي، وجامع الترمذي، وسنن الدارمي، وسنن الدارقطني، والسنن الكبرى للبيهقي.

فيقرأ الطالب هذه الكتب، بعناية وتدقيق، ويكثر من القراءة فيها، وخاصة التي اشترطت الصحة، وعلى رأسها الصحيحان.

٤- فإن كان طالب العلم هذا ممن أوتي موهبة الحفظ، فليجمع عزمه على ما يستطيع من حفظ هذه الكتب.

ويمكنه أن يبدأ بحفظ (الأربعين النووية) وما ألحقه ابن رجب بها لتمام خمسين حديثاً، ثم ينتقل إلى (عمدة الأحكام) لعبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، ثم إلى (بلوغ المرام) لابن حجر، أو (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان) لمحمد فؤاد عبد الباقي، ثم إلى الصحيحين، ثم ما شاء مما يوفقه الله تعالى إليه من الكتب.

ويُنصح أن لا يضيف إلى محفوظه إلا ما حكم عليه بالصحة والقبول من إمام معتبر، إلا بعد أن يستوعب ذلك.

٥- ويمكن لطالب الحديث أن يكمل قراءته لكتب السنة بقراءة شروح مختصرة لكتب الحديث، مثل (أعلام الحديث) في شرح صحيح البخاري للخطابي، وشرح النووي لصحيح مسلم، وشرح الطيبي لمشكاة المصابيح، وفيض القدير للمناوي.

وأسهل من ذلك كلّه، أن يضع الطالب بجواره أثناء قراءته لكتب السنة كتاب (النهاية في غريب الحديث والأثر) لابن الأثير، لأنه كتاب يعنى بتفسير الكلمات الغريبة لغوياً الواردة في الأحاديث والآثار؛ ليستطيع من خلال ذلك أن يفهم المعنى العام للحديث، وأن لا يروي ما لا يدري. فإن أراد التوسع: فعليه بمثل (التمهيد) لابن عبد البر، و(طرح التثريب) للعراقي، و(فتح الباري) لابن حجر ونحوها من شروح الأحاديث المطوّلة.

المنهج في دارسة علوم البلاغة العربية​

إن الغاية من دراسة علوم البلاغة العربية يتلخص في ثلاث نقاط:

• تذوّق خصائص القرآن أو ما يسمّيه بعضهم إعجاز القرآن وهو الهدف الرئيسي.
• تذوّق الكلام البليغ.
• تحصيل الملكة التي يقتدر بها على إنشاء الكلام البليغ.

وكلّها تساهم في فهم النصوص الشرعية من الكتاب العزيز والسنة المطهرة.
وتحقيقا لهذه الغاية السامية ينبغي أن يوزّع الطالب دراسة البلاغة إلى مراحل كغيرهما من العلوم.

❍ المرحلة الأولى: يدرس الطالب كتاب >البلاغة الواضحة< لعلي الجارم ومصطفى أمين.

❍ المرحلة الثانية: يدرس الطالب فيها كتاب "الإيضاح في علوم البلاغة" للخطيب القزويني تحقيق محمد عبد المنعم خفاجي، ويستعين عليه بالله ثم بكتابين:

الأول: "بغية الإيضاح" لعبد المتعال الصعيدي طبعة دار الآداب.

الثاني:"علم المعاني" علم البيان"علم البديع"ثلاثة كتب للدكتور بسيوني عبد الفتاح فيود، وهي كالشرح لكتاب الإيضاح.

❍ المرحلة الثالثة: يطالع فيها الطالب كلّ مصنفات الشيخ العلامة الدكتور محمد محمد أبو موسى ليتعلم كيف يكون التجديد والإبداع من غير تطاول على أهل العلم السابقين.

ومن كتبه المهمة :

1. خصائص التراكيب
2. دلائل التراكيب (وكلاهما في علم المعاني)
3. التصوير البياني
4. قراءة في الأدب القديم
5. المدخل إلى كتابي عبد القاهر الجرجاني .

❍ المرحلة الرابعة : يقرأ فيها الطالب كتاب"البلاغة تطور وتاريخ" ويحاول تتبع الكتب التي ذكرها المصنف وقراءتها جميعا إن استطاع. وهي أول عتبات التخصص.

ويقرأ أيضا كتاب:" كتاب: نظرات جديدة في علوم البلاغة" لمحمد عبد المطلب .

❍ المرحلة الخامسة: يحفظ الطالب متنا جامعا لأصول الفنّ مثل منظومة " الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون" للأخضري.
أو" عقود الجمان" للسيوطي أو غيرهما من المتون الجامعة.
ثم بعد ذلك ينكبّ على كتب التفسير المعنية بالبحث البلاغي القرآني.

ومن أنفع التفاسير في هذا:

1. الكشّاف للزمخشري مع حاشية الطيبي.
2. وتفسير أبي السعود الحنفي،.
3. والتحرير والتنوير لابن عاشور.
4. وروح المعاني للألوسي.
5. وتفسير ابن عرفة التونسي.
6. وتفسير الفخر الرازي ونحوها من التفاسير المعنية بتلك المباحث.

وإن أراد الطالب الاقتصار على بعضها فليكن:
أ _ حاشية الطيبي مع الكشّاف،.
ب _ وتفسير ابن عاشور.
ج _ وأبي السعود الحنفي. وبهذا يتمّ التنظير البلاغي بالتطبيق إن شاء الله تعالى.