کفایت اللہ
عام رکن
- شمولیت
- مارچ 14، 2011
- پیغامات
- 5,001
- ری ایکشن اسکور
- 9,806
- پوائنٹ
- 773
علامہ البانی رحمہ اللہ فرماتے ہیں:
فرجع الأثر إلى عن أبي حنيفة ، وقد أشار إلى ذلك الحافظ الجورقي عقب الحديث وقال : "وأبو حنيفة متروك الحديث" . ومن شاء استيعاب أقوال حفاظ الأئمة فيه فليرجع إلى ما تقدم ذكره تحت الحديث (٤٥٨) ؛ فإنك ستعلم حينئذ مبلغ تعصب ابن التركماني في قوله تحت هذا الأثر في "الجوهر النقي" :
"وإن ضعفوا هذا الأثر من أجل أبي حنيفة ، فهو وإن تكلم فيه بعضهم ، فقد وثقه كثيرون ، وأخرج له ابن حبان في "صحيحه" ، واستشهد به الحاكم في "المستدرك" ، ومثله في دينه وورعه وعلمه لا يقدح فيه كلام أولئك" !
قلت : هذا تعطيل لعلم الجرح تعصباً للإمام ؛ فإن الجرح لا ينظر فيه إلى دين المجروح وورعه وعلمه ، وإنما إلى حفظه وضبطه لرواياته بعد أن تثبت عدالته ، ولا شك عندي في عدالته ، ولكن الضبط والحفظ شيء آخر ، وهذا ما لم يعرف به الإمام رحمه الله ، بل عرف بنقيضه .
ومن التعصب وقلب الحقائق أنه أشار إلى تقليل عدد المتكلمين فيه بقوله : "بعضهم" ، وكثرة الموثقين ، والحقيقة على العكس من ذلك تماماً ، كما يشهد بذلك ما ذكرته تحت الحديث المشار إليه آنفاً .
وأما قوله : "واستشهد به الحاكم" ؛ فهو إذا صح عليه لا له ؛ لأن الاستشهاد بالراوي غير الاحتجاج به كما هو مقرر في هذا العلم الشريف .
وأما قوله : "وأخرج له ابن حبان في صحيحه" ؛ فهو مدسوس في نقدي ، وإن صح فيكون على سبيل الاستشهاد لا الاحتجاج (١) ، والدليل على ذلك أن ابن حبان لم يورده في كتابه "الثقات" على تساهل شرطه فيه كما هو معلوم عند النقاد ، بل هو على العكس من ذلك فقد أورده في كتابه الآخر : "المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين" وقد أساء القول فيه ، وكان مما قال (٣/ ٦٣) :
"وكان رجلاً جدلاً ، ظاهر الورع ، لم يكن الحديث صناعته ، حدث بمئة وثلاثين حديثاً مسانيد ، ما له في الدنيا غيرها ، أخطأ منها في مئة وعشرين حديثاً ؛ إما أن يكون قلب إسناده ، أو غير متنه من حيث لا يعلم ، فلما غلب خطؤه على صوابه استحق ترك الاحتجاج به في الأخبار" .
ولذلك علق عليه محققه بثلاث صفحات ملؤها قلب الخقائق ، والاحتجاج بما لم يصح من أقوال الأئمة ، والإعراص عن أقوالهم الثابتة عنهم في الإمام رحمه الله ، واعتبار الأئمة المتكلمين فيه من المتعصبين ضده على قاعدة : (رمتني بدائها وانسلت) !
[سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة 7/ 294]۔
__________
(1) ثم تأكدت من دس ذلك بأمور كثيرة ، منها : أن أحدا ممن ترجم له رحمه الله لم يذكر ذلك ، ولم يرد له ذكر في فهرس " صحيح ابن حبان / الإحسان " طبع المؤسسة ، ولا ادعى ذلك أحد من المتعصبة غير ابن التركماني عفا الله عنا وعنه .
فرجع الأثر إلى عن أبي حنيفة ، وقد أشار إلى ذلك الحافظ الجورقي عقب الحديث وقال : "وأبو حنيفة متروك الحديث" . ومن شاء استيعاب أقوال حفاظ الأئمة فيه فليرجع إلى ما تقدم ذكره تحت الحديث (٤٥٨) ؛ فإنك ستعلم حينئذ مبلغ تعصب ابن التركماني في قوله تحت هذا الأثر في "الجوهر النقي" :
"وإن ضعفوا هذا الأثر من أجل أبي حنيفة ، فهو وإن تكلم فيه بعضهم ، فقد وثقه كثيرون ، وأخرج له ابن حبان في "صحيحه" ، واستشهد به الحاكم في "المستدرك" ، ومثله في دينه وورعه وعلمه لا يقدح فيه كلام أولئك" !
قلت : هذا تعطيل لعلم الجرح تعصباً للإمام ؛ فإن الجرح لا ينظر فيه إلى دين المجروح وورعه وعلمه ، وإنما إلى حفظه وضبطه لرواياته بعد أن تثبت عدالته ، ولا شك عندي في عدالته ، ولكن الضبط والحفظ شيء آخر ، وهذا ما لم يعرف به الإمام رحمه الله ، بل عرف بنقيضه .
ومن التعصب وقلب الحقائق أنه أشار إلى تقليل عدد المتكلمين فيه بقوله : "بعضهم" ، وكثرة الموثقين ، والحقيقة على العكس من ذلك تماماً ، كما يشهد بذلك ما ذكرته تحت الحديث المشار إليه آنفاً .
وأما قوله : "واستشهد به الحاكم" ؛ فهو إذا صح عليه لا له ؛ لأن الاستشهاد بالراوي غير الاحتجاج به كما هو مقرر في هذا العلم الشريف .
وأما قوله : "وأخرج له ابن حبان في صحيحه" ؛ فهو مدسوس في نقدي ، وإن صح فيكون على سبيل الاستشهاد لا الاحتجاج (١) ، والدليل على ذلك أن ابن حبان لم يورده في كتابه "الثقات" على تساهل شرطه فيه كما هو معلوم عند النقاد ، بل هو على العكس من ذلك فقد أورده في كتابه الآخر : "المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين" وقد أساء القول فيه ، وكان مما قال (٣/ ٦٣) :
"وكان رجلاً جدلاً ، ظاهر الورع ، لم يكن الحديث صناعته ، حدث بمئة وثلاثين حديثاً مسانيد ، ما له في الدنيا غيرها ، أخطأ منها في مئة وعشرين حديثاً ؛ إما أن يكون قلب إسناده ، أو غير متنه من حيث لا يعلم ، فلما غلب خطؤه على صوابه استحق ترك الاحتجاج به في الأخبار" .
ولذلك علق عليه محققه بثلاث صفحات ملؤها قلب الخقائق ، والاحتجاج بما لم يصح من أقوال الأئمة ، والإعراص عن أقوالهم الثابتة عنهم في الإمام رحمه الله ، واعتبار الأئمة المتكلمين فيه من المتعصبين ضده على قاعدة : (رمتني بدائها وانسلت) !
[سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة 7/ 294]۔
__________
(1) ثم تأكدت من دس ذلك بأمور كثيرة ، منها : أن أحدا ممن ترجم له رحمه الله لم يذكر ذلك ، ولم يرد له ذكر في فهرس " صحيح ابن حبان / الإحسان " طبع المؤسسة ، ولا ادعى ذلك أحد من المتعصبة غير ابن التركماني عفا الله عنا وعنه .