في الباب حكايات عن بعض الناس أنه رأى مناما قيل له فيه : ادع بكذا وكذا ومثل هذا لا يجوز أن يكون دليلا باتفاق العلماء
وقد ذكر بعض هذه الحكايات من جمع الأدعية وروي في ذلك أثر عن بعض السلف مثل ما رواه [ ص: 264 ] ابن أبي الدنيا في كتاب ( مجابي الدعاء قال : حدثنا أبو هاشم سمعت كثير بن محمد بن كثير بن رفاعةيقول : جاء رجل إلى عبد الملك بن سعيد بن أبجر فجس بطنه فقال : بك داء لا يبرأ . قال : ما هو ؟ قال : الدبيلة . قال فتحول الرجل فقال : الله الله الله ربي لا أشرك به شيئا اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم تسليما يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك وربي يرحمني مما بي . قال فجس بطنه فقال : قد برئت ما بك علة .
قلت : فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنه دعا به السلف ونقل عن
أحمد بن حنبل في منسك المروذي التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعاءونهى عنه آخرون .
فإن كان مقصود المتوسلين التوسل بالإيمان به وبمحبته وبموالاته وبطاعته فلا نزاع بين الطائفتين وإن كان مقصودهم التوسل بذاته فهو محل النزاع وما تنازعوا فيه يرد إلى الله والرسول .