السلام عليكم و رحمۃ اللہ وبرکاتهُ
کسی صاحب نے مجھے جواب دیا ہے
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ
ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﻓﺈﻥ ﻟﻔﻆ : ( ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ) ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﻜﻠﻤﺔ : ( ﺇﻥ ﺷﺎﺀ
ﺍﻟﻠﻪ ) ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻟﻔﻆ ( ﺇﻧﺸﺎﺀ ) ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻛﻠﻤﺘﻴﻦ : ﺃﺩﺍﺓ
ﺍﻟﺸﺮﻁ ( ﺇﻥ ) ، ﻭﻓﻌﻞ ﺍﻟﺸﺮﻁ (ﺷﺎﺀ ) . ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﻤﺎ
ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻪ ﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﺃﻣﺮ ﻣﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺨﻠﻖ
ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ، ﻓﺘﺒﻴﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ( ﺇﻥ
ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ) ، ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﻔﺎﺩﺡ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ
ﻭﺍﺣﺪﺓ (ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ) ﻓﻠﻴﺘﻨﺒﻪ .
ﻭﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺑﺸﺄﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ :
ﺃﻭﻻً : ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ :
ﻭَﻻ ﺗَﻘُﻮﻟَﻦَّ ﻟِﺸَﻲْﺀٍ ﺇِﻧِّﻲ ﻓَﺎﻋِﻞٌ ﺫَﻟِﻚَ ﻏَﺪﺍً ﺇِﻟَّﺎ ﺃَﻥْ ﻳَﺸَﺎﺀَ
ﺍﻟﻠَّﻪُ [ ﺍﻟﻜﻬﻒ 24-23: ] .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺠﺼﺎﺹ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ : ﻓﺄﻋﻠﻤﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻟﻨﻄﻠﺐ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﻨﺪ
ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ
ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ :
ﻗﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ : ﻷﻃﻮﻓﻦّ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ
ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻛﻠﻬﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻐﻼﻡ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻓﻘﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻪ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﻗﻞ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻞ
ﻭﻧﺴﻲ، ﻓﻠﻢ ﺗﺄﺕ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻪ، ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪﺓ،
ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺸﻖ ﻏﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ : ﻭﻟﻮ ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﻨﺚ، ﻭﻛﺎﻥ ﺩﺭﻛﺎً
ﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ .
ﺃﻱ ﻟﺤﺎﻗﺎً ﻭﺗﺤﻘﻴﻘﺎً ﻟﺤﺎﺟﺘﻪ ﻭﻣﺒﺘﻐﺎﻩ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺢ : ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ : ﻧﺒﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺁﻓﺔ ﺍﻟﺘﻤﻨﻲ،
ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ، ﻗﺎﻝ : ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﺴﻲ
ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻟﻴﻤﻀﻲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭ . ﺍﻧﺘﻬﻰ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ